الثقوب السوداء من أكثر الأشياء غموضاً في كوننا

لا يتوفر وصف للصورة.


ما هذا الشيء الغريب الذي توقعه أحد العلماء العباقرة ألبرت أينشتاين وأثار فضول كل علماء القرن العشرين وقتها ولا يزال حتى وقتنا هذا محط علامات استفهامٍ ودهشة؟

الثقوب السوداء، هي كتلة، أي مادة هائلة، كثيفة، بمعنى مُركّزة جدًا، ضمن مساحة أو حجم صغير جدًا تُسبب تدهور، إضمحلال أو التواء نسيج الزمكان من حولها...

تمتلك الثقوب السوداء جاذبية قوية جدا, وحتى نتخيل مدى قوة جاذبيتها دعونا نتحدث قليلا عن الضوء...

سرعة الضوء عبارة عن 300 مليون متر لكل ثانية إن ما يصعب تخيّلهُ هو أن الثقب الأسود قادر على أن يجذب الفوتونات! أي أن الضوء ينجذب وينكسر باتجاه الثقب الأسود .. ولن يتركه يفلت!
الضوء وهو السرعة الأعلى علمياً لا يستطيع الإفلات منه..!!!

تنبَّأت النظرية العامة في النسبية التي وضعها أينشتاين بأن النجوم الكبيرة عندما تموت ستُخلِّف وراءها نواةً كثيفة. وبحسب المعادلات النسبية لو كانت كتلة هذه النواة تتجاوز كتلة الشمس بثلاثة أضعاف لتمكنت قوة الثقالة من تكوين ثقبٍ أسود.
وبذلك بقي موضوع الثقوب السوداء مجهولاً بناءً على توقعات اينشتاين، حتى قدوم العالم العبقري ستيفن هوكينج الذي أبهر العالم بإثباته لوجود الثقوب السوداء.
ستيفن هوكينج أثبت أن الثقوب السوداء تتبخر! أي أن المادة التي تبتلعها .. تقوّم المُتفردة بطبخها وإظهارها بهيئة دفقات وشعاع من أشعة جاما وأشعة اخرى .. أسماه العلماء بإشعاع هوكينج وأن الثقوب السوداء تأكل نفسها إلى أن تختفي، وظهرت إشارات بدائية إلى نقاط صغيرة بالكون كانت لثقوب سوداء عملاقة جدًا قد إنقرضت!
يقول ستيفن أيضا إن ما يدخل للثقب الأسود .. سيضيع للأبد!
لم يتمكن العلماء من تصوير أو رصد أي ثقب أسود مباشرةً قبل العاشر من نيسان / أبريل هذا العام ، واعتمدوا على أدلةٍ غير مباشرة لتوقُّع وجودها، من ذلك سلوك الأجرام القريبة من الثقوب السوداء. فمثلًا عندما يلتهم أحد الثقوب السوداء نجمًا اقترب منه زيادةً عن الحد، تتسبب هذه العملية بتسخين النجم، فيُصدر أشعةً سينية تستطيع المقاريب (التلسكوبات) التقاطها.
الصورة التي التقطت كانت لأحد اكبر الثقوب السوداء المتواجدة في مجرة ميسير Messier
تقريبًا ما يزيد عن مئتي عالم فلك من أنحاء العالم شاركوا في أخذ القياسات عبر ثمانية مقاريب (تلسكوبات) راديوية موزعة في أرجاء المعمورة تُعرف مع بعضها باسم مقراب أفق الحدث Event Horizon Telescope أو اختصارًا EHT.
توضع هذه المقاريب في أماكن مرتفعة مثل قمم البراكين في هاواي والمكسيك وأعالي الجبال في أريزونا، اسبانيا و القطب الجنوبي...

وتعمل معًا لتجعل من كوكب الأرض مرآة تستقبل أضعف الأشارات .. ومن ضمنها إشارات الثقوب السوداء الضخمة جدًا .. في مراكز المجرات والتي تدور حولها مليارات النجوم مثل شمسنا ..
فالدائرة السوداء في وسط الصورة هي "ظل" الثقب الأسود تُحيط به غمامةٌ من الغاز المتوهج تنتهي عند أفق الحدث. وتتوهج هذه الغمامة بسبب الجذب الثقالي الهائل للثقب الأسود، الذي يتسبب بتسخين الغاز، فيصدر عنه الإشعاع، أي يتوهج.
كان من الأيسر تصوير الثقب الأسود المتواجد في مجرة ميسير -Messier - من ذلك الموجود في مجرتنا والذي يحمل الاسم Sagittarius A∗ لأنه بعيدٌ لدرجة تسمح بأن يبدو ساكنًا في مكانه ولا يتحرك أثناء عملية التصوير، في حين أن Sagittarius A∗ أقرب، ما يحول دون أن يبدو ساكنًا في السماء.
وعلى الرغم من ذلك فإن العلماء يحدوهم الأمل بأن يلتقطوا صورةً له في أقرب وقت.

اعداد: زينه اليونس و براء يحيى من فريق البحث العلمي